أبشاي أو أبيشاي
ولعل معناه " أبي يسى " وهو ابن صروية أخت داود ، وأحد ثلاثة إخوة مشهورين هم يوآب وعسائيل وأبيشاي ( 2 صم 2 : 18 ) ، وكان رئيساً للقسم الثاني من أبطــــــال داود ( 2 صــــم 23 : 18 ) . ويظهر لأول مرة مع داود في برية زيف عند هروبه من شاول ، وعندما طلب داود شخصاً يتطوع للذهاب معه ليلاً إلى محلة شاول ، تقدم أبيشاي لهذا العمل ، وأشار بقتل الملك شاول وهو نائم ( 1 صم 26 : 6 - 9 ) . وفي المبارزة بين رجال أيشبوشث بن شاول ورجال داود في جبعون ، التي قتل فيها أبنير عسائيل ، كان أبيشاي موجــوداً ( 2 صم 2 : 18 و 24 ) . وعاون يوآب في قتل أبنير غيلة أخذاً بثأر أخيه عسائيل ( 2 صم 3 : 30 ) . وفي محاربة داود للعمونيين والأراميين حلفائهم ، قاد أبيشاي الهجوم على العمونيين ، بينما قاد يوآب الهجوم على الأراميين ، وانتصر إسرائيل في المعركة انتصاراً عظيماً ( 2 صم 10 : 10 - 14 ) .
كا ن أبيشاي على الدوام وفياً لداود وظل بجانبه عند هروبه من وجه أبشالوم ، وعندما سب شمعي البنياميني الملك الهارب ، أراد أبيشاي أن يعبر ويقطع رأسه ( 2 صم 16 : 8 و 9 ) . وعندما رجع الملك ، طلب أبيشاي منه أن لا يقبل توبة شمعي وأن يقتله فـــــوراً ( 2 صم 19 : 21 ) . كما أنه اشترك مع يوآب في القضاء على فتنة شبع بن بكري البنياميني ( 2 صم 20 : 6 و 10 ) . وبعدها اغتال يوآب عماسا ابن خالته ومنافسه كما اغتال أبنير من قبل ، ولا شك أن أبيشاي كان ضالعاً في الجريمة . وفي إحدى المعارك مع الفلسطينيين في أواخر حيـــاة داود ، تعرض داود للخطر وكاد يقتل بيد يشبي بنوب الفلسطيني ، لولا أن أنجده أبيشاي الذي قتل الفلسطيني ( 2 صم 21 : 17 ) .
وفي بيان أسماء أبطال داود ( 2 صم 23 ) نجد أبيشاي رئيساً على الثلاثة الآخرين على أساس أنه قضى على ثلاث مئة رجل برمحه ( عدد 18 ) ، ولا يذكر اسمه في الصراع بين أدونيا وسليمان على العرش ، وكان يوآب مؤيداً لأدونيا ، ولذلك يرجح أن أبيشاي كان قد مات قبل ذلك .
كان أبيشاي شجاعاً مندفعاً ، ولكنه كان أقل دهاء من أخيه يوآب وإن كان يماثله في القسوة على الأعداء ، وكان داود يعرف ذلك ويخشى عنفهما وقسوتهما . وأفضل ما يذكر لأبيشاي هو ولاؤه الثابت للملك داود .